الغيرة عند الاطفال

الغيرة عند الاطفال

ماهي الغيرة عند الاطفال؟



هي حالة انفعالية يشعر بها الطفل ويحاول إخفائها بحيث يصطنع مشاعر الحب
والفرح مثلا من أخيه الأصغر لإخفاء مشاعره الحقيقية أمام والديه، والتي
لا تظهر للذين حوله إلا من خلال أفعال سلوكية يقوم بها، وان حاولنا تحليل
هذا الشعور يمكننا القول انه الشعور بالفشل والغضب لدى الطفل ممتزجين،
وعند زيادة هذا الإحساس بالغيرة عن حده الطبيعي فإننا نلاحظ على
الطفل ميله الشديد للسلوك العدواني والثورة والانفجار ، وقد يميل
إلى الانطواء وعدم المشاركة في فعاليات ونشاطات البيت، إضافة
لأعراض أخرى غالبا ما تصاحب هذا الشعور مثل فقد الطفل لشهيته
آو لرغبته في الكلام.




ما هي خلفيات نشوء الغيرة لدى الطفل؟





إن من أهم العوامل والأسباب والخلفيات التي تسبب الغيرة الشديدة لدى الأطفال هي إحدى هذه الحالات التالية:

1. الغيرة من المولود الجديد خاصة أن الأم دائما ما تلقي باهتمامها وعنايتها
الزائدة بالمولود الجديد وقضاء وقت كبير معه، مما يقلل من عنايتها المعتادة
بابنها الأكبر وقد تصل في بعض الأحيان ببعض الأمهات إلى إهماله بعض
الشيء دونما قصد منها .

2. استخدام بعض الآباء لأسلوب المقارنة بين أولادهم في جميع المجالات
سواء الجمالية أو الدراسية وغيرها، وحتى أحيانا معيرة الأخ بأخيه وتذكيره
بأفضاله بشكل دائم ومستمر .

3. إن الوالدين قد يساعدان في تحول الغيرة الطبيعية العادية لغيرة شديدة
وقوية من خلال عدم السماح للطفل في التعبير عن غيرته أو مشاعر
الغضب التي تكتنفه، مما يعزز الشعور لدى الطفل بأنه منبوذ وغير محبوب
فتنقص ثقته بنفسه وبالتالي ازدياد تنامي شعور الغيرة عنده باستمرار.

4. القيام بتحميل الطفل مسؤوليات اكبر من سنه بان يقوم الوالدين بإخباره
بأنه هو الأكبر ويجب أن يكون قدوة لأخيه وانه هو كبير ولا يصح أن
يفعل ذاك أو ذاك، مما يجعل الطفل يستنكر أن يصير كبيرا ويحاول
الحصول بعناد على مميزات مثل أخيه الأصغر، فيلجا لبعض السلوكيات
مثل النوم في سرير أخيه أو مص زجاجته للحليب أو التبول في الفراش
للفت الانتباه وكتعبير عن الغضب والاعتراض.

5. غيرة الأخ الأصغر من الأكبر، فليس شرطا أن تكون الغيرة من
الأكبر نحو الأصغر فكثيرا ما تكون هذه الحالة، فهناك من لآباء من
يهتم بالولد الكبير بشكل كبير على حساب الابن الأصغر وما يصاحب
ذلك من سلوكيات، كتخصيص الأحذية والألعاب التي كانت تعود لأخيه
الأكبر له دون أن تمنح له أشياء خاصة له بذاته، مما يولد لديه حقد وغيرة
كبيرة من أخيه لما يحصل عليه من امتيازات من الوالدين.

كيف تحمين أطفالك من الغيرة أو تقضين عليها إن وجدت؟



والوالدين طبعا هم من يملكون مفاتيح الوقاية والعلاج في مسالة الغيرة لدى الأطفال وذلك بعدة أساليب وطرق في المعاملة التي يجب أن يتبعوها مع أطفالهم، ولا يكون عليهم إلا أن:

1. إشعار الطفل بمكانته سواء داخل الأسرة أو في الشارع والمدرسة
بين زملائه وأصدقائه.

2. تعويد الطفل أن يشارك غيره في حب الآخرين.


3. تعليم الطفل من الصغر انه مثلما يأخذ يجب أن يعطي وعلى ضرورة
احترام الغير ومراعاة حقوقه.

4. تعويد الطفل على المنافسة الشريفة والتمتع بالروح الرياضية تجاه الآخرين،
وبالتالي تقبل التفوق والهزيمة، بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد
المناسب دون أن يغار من تفوق الآخرين عليه.


5. بعث روح الثقة في نفس الطفل وهو ما سينقص من شعوره بالعجز
والفشل، من خلال الثناء عليه حين ينجح في أمر ومكافئته عندما
يقوم بعمل جيد.

6. إتباع المساواة قدر الإمكان في المعاملة بين الأبناء والابتعاد عن التمييز
والتفضيل مهما كان نوعه، سواء للجنس أو السن أو القدرات، وعليهم الإقلاع
عن المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة بحد ذاته له
استعداداته ومميزاته الخاصة.


7. محاولة التقليل من أنانية الطفولة من خلال تعويده على اللعب
المشترك مع غيره والمشاركة في أشيائه مع إخوته في البيت.

8. على الآباء في حالة قدوم مولود جديد أن يهيئوا الطفل لحادث
الولادة تدريجيا قدر الإمكان، ومحاولة خلق علاقة من الحب بينه وبين أخيه
القادم، كما انه لا يجوز إهماله وإعطاء الصغير عناية أكثر مما تلزمه إلا
بقدر الحاجة، وعدم الحرمان المفاجئ للطفل من الامتيازات التي كان يتمتع
بها وإنما الأمور كلها تكون تدريجيا حتى لا يربط بين ولادة المولود الجديد
والمعاملة الجديدة التي أصبح يعامل بها.


9. تنمية الهوايات المختلفة بين الإخوة كالعزف والتصوير والقراءة
والكمبيوتر حتى يتفوق كل طفل منهم في ناحيته ، ويصبح تقديره وتقييمه
بلا مقارنة مع إخوته الآخرين.

10 في حالة وجود طفل مريض بالعائلة فعلى الآباء عدم المبالغة
في منحه الامتيازات والاهتمام، لأنه يثير غيرة الأطفال الأصحاء مما
يؤدي لكرهه وتمني المرض مثله والغيرة الشديدة منه.


هذه كانت بعض النصائح للحيلولة دون الغيرة بين الأطفال، وبالتالي
نرى مدى تدخل الآباء في بناء التركيبة النفسية والأخلاقية لأطفالهم
فكما أنهم قد يكونون هم سبب الداء فهم بشكل اكبر من يوجد الدواء
ولذا فهناك ضرورة ملحة في اضطلاعهم الدائم ومعرفتهم بكل ما يخص
أطفالهم وخاصة ما يتعلق بالجانب النفسي لهم.