منتدى رياض الصالحين
مرحبا بك فى منتدى رياض الصالحين
فلكى تتمكن من الاستمتاع بكافة مايوفره لك المنتدى يجب عليك تسجيل الدخول إلى حسابك ، وإذا لم يكن لديك حساب ،، فإننا نشرف بدعوتك للتسجيل والانضمام كعضو فى منتدى رياض الصالحين
منتدى رياض الصالحين
مرحبا بك فى منتدى رياض الصالحين
فلكى تتمكن من الاستمتاع بكافة مايوفره لك المنتدى يجب عليك تسجيل الدخول إلى حسابك ، وإذا لم يكن لديك حساب ،، فإننا نشرف بدعوتك للتسجيل والانضمام كعضو فى منتدى رياض الصالحين
منتدى رياض الصالحين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى رياض الصالحين

إسلامى _ ثقافى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
• برامج رائعة لتحفيظ القرآن الكريم وتعلم تجويده : تحتوى على القرآن الكريم تلاوة - التفاسير لكل من القرطبى وابن كثير والجلالين - ادعية ختم القرآن للغامدى والسديس والشريم والعجمى والقحطانى والشاطرى والحزيفى - احكام التجويد - تحفيظ القرآن الكريم مع إمكانية تكرار الآية للعدد الذى تحدده - إمكانية البحث - حصريا بمنتدى رياض الصالحين قسم منتدى القرآن الكريم
* قراءة رائعة للطفلة براءة سامح " المصرية " رحمها الله تعالى
• القرآن الكريم كامل : تلاوة كل من : - الشيخ محمود على البنا – الشيخ سعود الشريم – الشيخ على الحزيفى – الشيخ خالد القحطانى – الشيخ الشاطرى – الشيخ عبد الرحمن السديس – الشيخ مصطفى إسماعيل – الشيخ محمد صديق المنشاوى – الشيخ محمد سليمان المحيسنى – جميع سور القرآن الكريم فى ملف مضغوط لكل شيخ
• شرح قواعد التجويد : ويحتوى على : - برنامج المفيد فى مبادئ التجويد – برنامج أحكام التجويد " رواية حفص عن عاصم " - كيفية نطق حروف القرآن الكريم للشيخ الجليل أحمد عامر – شرح أحكام التجويد لفضيلة الشيخ رزق خليل حبة
* فيديو خضير البورسعيدى : يشمل فيديو تعليمى للفنان خضير البورسعيدى لخطوط : النسخ - الثلث - الرقعة
* حصريا على منتدى رياض الصالحبن : الاوفيس 2010 نسخة عربية كاملة مع activate
* أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها - قم بقراءة سيرة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وحمل فضل عائشة لفضيلة الشيخ أبو اسحق الحوينى وحمل أيضا سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها لفضيلة الشيخ مسعد انور من قسم منتدى الصوتيات والمرئيات
* اقرأ بقسم المنتدى العام : مفتى السعودية : الهجوم على أم المؤمنين وقاحة ما بعدها وقاحة
* أحسن النماذج لتحسين خطى الثلث والنسخ _ الشيخ عبد العزيز الرفاعى
* قصيدة بانت سعاد للصحابى الجليل كعب بن زهير رضى الله تعالى عنه بصوت ياسر النشمي
* الطب النبوي الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية ابن القيم
* العلاج بالأعشاب الطبيعية + نصائح طبية هامة للدكتور كارم السافورى
* معجم القواعد العربية للشيخ عبد الغنى الدقر
* المكتبة اللغوية الإلكترونية الإصدار الأول تحتوى على 1 - الكتاب : الصحاح في اللغة المؤلف : الجوهري 2- الكتاب : الفائق في غريب الحديث و الأثر المؤلف : الزمخشري 3 - الكتاب : القاموس المحيط المؤلف : الفيروزآبادي 4 - الكتاب : النهاية في غريب الحديث والأثر المؤلف : أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري 5 - الكتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي 6 - الكتاب : لسان العرب المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري 7 - الكتاب : مختار الصحاح المؤلف : زين الدين الرازي
* أزهار الروضة : برنامج لتعليم اللغة العربية والحساب والإنجليزية لأطفال الحضانة " الروضة " فيقوم البرنامج بتعليم نطق الحروف العربية للأطفال " فى سن الحضانة " وتدريبهم على معرفة الأشياء المحيطة بهم والتعرف على أصوات الحيوانات وغيرها من التدريبات المساعدة على تنمية قدراتهم العقلية كم يقوم البرنامج بتعليم الأطفال الحساب من خلال التعرف على الأعداد وكيفية كتابتها ونطقها بالإضافة إلى تدريبات رائعة لتنمية ذكائهم كما تحتوى الأسطوانة على تعليم الأطفال الحروف والأعداد بالإنجليزية بأسلوب غاية فى الروعة بالإضافة إلى التدريبات والألعاب المفيدة لهمكم كما تحتوى الأسطوانة على تعليم الوضوء والصلاة والسلوكيات الإيجابية للطفل المسلم كما تحتوى على بعض قصار الصور ليحفظها الطفل بصوت فضيلة الشيخ على الحزيفى وشرحها بأسلوب يتناسب مع سن الطفل كما تحتوى على تسعة أناشيد بصوت أطغال صغار
* برنامج تعليم الحروف : برنامج رائع يشمل تعليم الأطفال فى سن الحضانة " الروضة " الآتى : 1. تعليم الحروف 2. تعليم الأرقام 3. تحفيظ جزء عم بصوت فضيلة الشيخ الحزيفى " معلما " وفضيلة الشيخ العجمى " مرددا " 4. ألعاب وتشمل : • بازل الصور • لعبة الأهداف • صيد السمك • ترتيب الأشكال
* موسوعة علوم القرآن الإصدار الأول -
* سلسلة الرسم الزخرفى والمنظور فى الخط العربى - دبلوم التخصص والتذهيب
* رد الدكتور ياسر برهامى على جريدة الدستور لهجومها على مشايخ السلفية
* مشابهة الأشاعرة والماتردية للمشركين للشيخ : عبد الله الخليفي
* سلسلة كتب الرسم الزخرفى والمنظور فى الخط العربى لمرحلة دبلوم الخط العربى
* نقط فوق الحروف مجموعة خطوط عربية وتشكيلية قام بكتابتها الفنان العملاق / محمد سعد إبراهيم الحداد وتعتبر أعمالا جانبية بالنسبة لما سطرته يداه ولقد وفقه الله تعالى لكتابة ستة مصاحف بمصر والسعودية والكويت وبيروت مجموعة خطوط عربية وتشكيلية قام بكتابتها الفنان العملاق / محمد سعد إبراهيم الحداد وتعتبر أعمالا جانبية بالنسبة لما سطرته يداه ولقد وفقه الله تعالى لكتابة ستة مصاحف بمصر والسعودية والكويت وبيروت
* كراسة نجيب هواوينى فى الخط الفارسى
* برنامج الشامل في تعليم الإنجليزية يحتوى البرنامج على : ــ 1 ــ English basic 2 ــ English grammar
* نساء في القرآن
* المصحف المعلم ــ الحذيفى برنامج يهتم بتلاوة وتحفيظ القرآن الكريم ويحتوى على الآتى : 1. التلاوة : تلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ الحذيفى 2. الدعاء : بصوت الشيخ الحذيفى 3. التفسير :  تفسير القرطبى  تفسير ابن كثير  تفسير الجلالين  أسباب النزول  ترجمة انجليزية  ترجمة فرنسية 4. التحفيظ : امكانية تكرار الآية أو الآيات للعدد الذى 5. البحث : يتوفر فى البرنامج امكانية البحث
* المصحف المعلم برنامج يعتبر موسوعة علمية ضخمة فى علوم القرآن الكريم فيحتوى البرنامج على الآتى : 1 ــ المصحف المرتل : قراءة الشيخ محمد أيوب 2 ــ المصحف المعلم : الشيخ المنشاوى معلما و الشيخ العجمى مرددا 3 ــ أحكام التجويد : تعليم أحكام تجويد القرآن الكريم 4 ــ معانى الكلمات :  عربى : اعتمادا على تفسير الجلالين  انجليزى  فرنسى 5 ــ حول القرآن الكريم :  وصف القرآن الكريم لنفسه  تفسير القرآن الكريم  آداب تلاوة القرآن الكريم  أسماء الحيوانات فى القرآن الكريم  أسماء الملابس فى القرآن الكريم  أعضاء الجسم فى القرآن الكريم  أسماء وصفات الرسول صلى الله عليه وسلم  أسماء وصفات يوم القيامة 6 ــ التحفيظ ( بصوت الشيخ محمد أيوب ) : امكانية تكرار الآيات للعدد الذى تريده 7 ــ أدعية ختم القرآن الكريم لكل من سعد الغامدى ـ عبد الرحمن السديس ـ سعود الشريم ـ أحمد بن على العجمى ـ محمد البراك ـ أبو بكر الشاطرى ـ خالد القحطانى ـ سالم عبد الجليل 8 ــ مختارات : تلاوة بعض السور لكل من على جابر ـ عبد الهادى الكناكرى ـ خالد القحطانى ـ أبو بكر الشاطرى ـ عبد الله المطرود ـ أحمد بن على العجمى ـ محمد البراك 9 ــ التفاسير :  تفسير القرطبى  تفسير ابن كثير  أسباب النزول للسيوطى  تفسير الطبرى  فتح القدير  تفسير البيضاوى  تفسير البغوى
* برنامج أذكار اليوم والليلة برنامج رائع للأذكار اليومية كأذكار الاستيقاظ من النوم ودعاء لبس الثوب ودعاء دخول الخلاء والخروج منه والذكر قبل الوضوء وبعده .................... وجميع الاحوال والمناسبات التي يعيشها المسلم بشكل عام والبرنامج يحتوى على خيار تكرار الحديث لأجل حفظه كما يتوفر به إمكانية البحث عن ذكر معين بالإضافة إلى احتواءه على مجموعة من الخلفيات الجميلة والتي تعمل بشكل تلقائي أثناء التشغيل والأهم من هذا كله زيادة على ما فيه من الخير هو أن حجمه مضغوط 48.3 م ب

 

 الإعجاز القرآني في وصف السحاب الركامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حكيم
Admin



عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 27/08/2010

الإعجاز القرآني في وصف السحاب الركامي Empty
مُساهمةموضوع: الإعجاز القرآني في وصف السحاب الركامي   الإعجاز القرآني في وصف السحاب الركامي Emptyالإثنين مايو 02, 2011 4:53 pm

الإعجاز القرآني في وصف السحاب الركامي
عبد المجيد بن عزيز الزنداني



أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43) سورة النــور.
أنواع كثيرة، والقليل منها هو الممطر، وقد صنف العلماء الأرصاد والسحب إلى أنواع متعددة. تعتمد على ارتفاع قاعدتها وسمكها، وطريقة تكوينها. وأحد أنواع هذه السحب يسمى بالسحب الركامية، وهي الوحيدة التي قد تتطور بإذن الله لتصبح ما يسمى بالركام المزني (المطر)، وهو النوع الوحيد الذي قد يصاحبه برد وبرق ورعد، ويتميز هذا النوع بسمك كبير، وقد يصل إلى أكثر من (15كم) ويشبه الجبال(1) كما في (الشكل رقم1)، وبتطور علم الأرصاد الجوية، واستخدام الأجهزة الحديثة، مثل أجهزة الاستشعار عن بعد، والطائرات والرادارات والأقمار الصناعية، وبمساعدة الحاسبات الإلكترونية استطاع علماء الأرصاد دراسة تفاصيل دقيقة عن مكونات السحب وتطورها، ومازال هناك الكثير أمام هذا الفرع من العلوم لاستكمال دراسته وفهمه. والسحاب الركامي الذي تصف الآية الكريمة تكوينه هو ضمن ما درسه علماء الأرصاد واهتموا به من حيث كيف يبدأ؟ كيف يتطور..الظواهر الجوية المصاحبة له؟ وقد أجاب القرآن الكريم على كل هذه التساؤلات قبل 1400 عام بدقة مذهلة.
نبذة تاريخية عن علم الأرصاد
السحاب والمطر
تطورت الأرصاد الجوية إلى علم في القرن التاسع عشر بينما يرجع تاريخ اعتبارها فرعاً من فروع المعرفة إلى العصور الأولى لحضارات الإنسان ويمكن تقسيم تاريخ الأرصاد الجوية كما ذكر (فريز نجر) إلى ثلاث فترات أساسية على النحو الآتى
الفترة الأولى (من سنة وفيها 600ق.م - 1600م) وهي ما تسمى بفترة التخمين فيها كانت أفكار الفيلسوف الإغريقي أرسطو علم الأرصاد هي السائدة في ذلك الحين.
الفترة الثانية (من سنة 1600م - 1800م) وهي الفترة التي يمكن تسميتها فجر علم الأرصاد الجوية وأهم ما يميزها هو بداية اختراع وتطور أجهزة الأرصاد، وقد بدأت قياسات العناصر الجوية في هذه الفترة تأخذ طابع التناسق والاستمرارية، وقد وصفت في هذه الفترة أساسيات الأرصاد الجوية الحديثة التي ظهرت في القرنين السابع عشر، والثامن عشر.

الفترة الثالثة بدأت مع بداية القرن التاسع عشر، وفيها أصبحت الأرصاد الجوية علماً من العلوم التطبيقية ومنذ ذلك الحين شاركت العلوم الأخرى كالرياضيات والفيزياء والكيمياء في دراسة وفهم طبيعة الغلاف الجوى.
وهكذا ظهرت الأرصاد الجوية وتطورت في الحضارات الأولى العظيمة في أفريقيا (قدماء المصريين) وأسيا (البابليون) وجنوب وسط أسيا (الهندوس والتتار) وشرق أسيا (هوانج هو ويانجتز) ولكن معظم معلوماتنا ترجع إلى قدماء المصريين والبابلين. ففي مصر (3500ق. م) أخذت الأرصاد الجوية الطابع الديني فقد اعتقد قدماء المصريين أن الظواهر الجوية المختلفة تخضع للآلهة. بينما ربط البابليون (3000-300 ق. م) بين الظواهر الجوية وعلم الفلك بما عرف في ذلك الحين بالأرصاد الفلكية. وبالرغم من أن أول رصد للظواهر الجوية كان بواسطة اليونان القدماء (600ق. م) إلا انه لا يوجد دليل يدل على أنهم فهموا عملية تكوين السحب حتى بعد أن ظهر مؤلف (أرسطو) (300ق. م) تحت عنوان (الأرصاد الجوية) والذي كان يمثل كل ما عرف في ذلك الحين عن الأرصاد الجوية. وفيه يصف الغلاف الجوى بأنه المنطقة المشتركة للنار والهواء وأن الشمس هي العامل الرئيسي والأول لتكون السحب لأن عمليتي التبخر والتكاثف هما نتيجة قرب أو بعد الشمس عن الأرض وهذا يسبب تكون أو تبدد السحب.. وتعتمد نظريته على أنه لا يمكن أن تتكون السحب في علو يزيد عن قمة أكثر الجبال ارتفاعاً، لأن الهواء بعد قمة الجبل تحتوى ناراً نتيجة حركة الشمس الجغرافية. ولا تتكون السحب قريباً من سطح الأرض بسبب الحرارة المنعكسة من الأرض.
المفاهيم القديمة عن البرد والرعد والبرق
شاهد الناس منذ القدم ظواهر البرد والرعد والبرق وبالرغم من اختلاف ردود فعلهم ودوافعهم في التعامل معها، فإنهم أجمعوا على عبادتها وتقديم القرابين بين يديها، إما فرقاً من هالة المشهد الذي تكون هذه الظواهر مسرحاً له، وإما خوفاً مما تحمله أو تنذر به، فحضارة الرافدين وسوريا وحضارة الصين والهند، وكذا حضارة الإغريق، كلها تشهد بذلك.
ففي حضارة الرافدين والشرق الأوسط على العموم تبين كتب التاريخ وبعض الآثار المنقوشة على الحجر أنهم كانوا يرمزون إلى الرعد بشارات إما على صورة مخاريق برقية أو حزم من الصواعق تقذف بها الآلهة. أما العصر الحثى (الحثيون شعب فتح آسيا الصغرى وسوريا في الألف الثانية قبل الميلاد) في شمال سوريا فتميز بأن معبود الطقس كان الإله الرئيس ومعبود الكل، رعية وملوكا. أما الحضارة الصينية فتكونت لديها أسطورة أكثر تعقيداً إذ ظهر بها ما يسمى بمجلس وزراء أرباب العواصف الرعدية ومساعديهم من النبلاء فكان يرأس المجلس المكون من خمسة آلهة وإلهة - إلهة الرعد لى تسو كما يظنون، أما الربة تين ميو إله البرق فكانت تتميز عن الآخرين بحملها مرآتين لتوجيه الشرارات المحرقة، بينما الرعد باعتباره صوتاً فكان من اختصاص النبيل الكونت لى كونج قارع الطبول، وهكذا كانوا يتوهمون!!
واختصت الهند من بين التراث الأسطوري للشعوب بأن ظهر فيها مفهوم ما يسمى بالضجرا (الحجر باللغة السانسكريتية) أو الحجر الساقط من السماء، ففي العقد الأخير من الفترة المهيانية أطلق على بوذا اسم فاجرا تسفا أي (الكائن الحامل للصواعق) تجسيداً للحقيقة المطلقة، وهناك صورة أخرى لبوذا تحمل اسم فاجر ادهارا أي صاحب الرعد ويجسدونه بتمثال معبود في جلسة تأملية خاصة، ماسكاً بحجر (صاعقه) بيده اليمنى أمام صدره، وبجرس في يده اليسرى على فخذه وهكذا تفشت الأوهام. أما التفكير التأملي في هذه الظواهر باعتبارها ظواهر طبيعيه فكان منشأه عند الأغريق على الأرجح ما بين القرنين العاشر والتاسع قبل الهجرة حيث لمعت أسماء أنا جزجوراس و امبيدو كليس و كليديموس وغيرهم مناظرين في هذه المسائل، واشتهر من بينهم أرسطو بتأليفه لكتاب جامع جمع فيه أقوال علماء زمانه ومن قبلهم، وسماه علم الأرصاد وهو المشهور بكتابه الثاني من بين مؤلفاته.
خلاصة المفاهيم القديمة
ويمكن لنا تلخيص المفاهيم والرموز التي كانت سائدة في حضارات البشر قبل البعثة المحمدية فيما يلى-
1-الرعد
- سوط (حضارة الرافدين)
- احزمه صواعق (حضارة الرافدين)
- قرع طبول (الصين)
- حجر ساقط (الهند) -ريح (أرسطو اليونان)
- أزيز النار المنطفئة (امبيدوكليس واناجزا جوراس اليونان)
- ضرب السحاب) (كليديموس اليونان) - جرس (الهند).
2- البرق
- مخاريق (حضارة الرافدين)
- مرايا محرقه (الصين)
- التهاب الريح (أرسطو اليونان)
-وميض نار (امبيدوكليس وأناجزا جوراس اليونان)
- تلألؤ الماء (كليديموس اليونان)
الحقبة الإسلامية يقول (ابن خلدون) (إن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، لغلبة الأمية والبداوة عليهم، وإذا ما استشرفوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفس البشرية، في أسباب المكونات، وبدء الخليقة، وأسرار الوجود، فأنهم يسألون عنه أهل الكتاب، إلى أن جاء الإسلام فبدءوا يحتاطون لما له تعلق بالأحكام الشرعية فيتحرون فيه الصحة ولا يبالون بغيره)، وانطلاقا من هذا الكلام قمنا باستخراج الأحاديث والآثار والأخبار التي لها تعلق بتفسير ظواهر البرق والرعد، والبرد والصواعق، وخرجنا أحاديثها فتوفر لنا منها ما ينوف على 60 وجها وما يربو على 166 طريقا، وتعقبناها بالبحث في أسانيدها، حسب القواعد العلمية، وخرجنا بالنتائج التالية
1- لم نحصل على حديث صحيح مرفوع إلى رسول الله صلى الله في هذا الشأن.
2- أكثر الأخبار الواردة في تفسير هذه الظواهر وردت موقوفة على أصحابها.
3- استطاع أصحاب الحديث بتتبعهم للرجال جرحاً وتعديلاً، وبدراستهم لعلل الروايات أن يمحصوا كل ما نسب خطأ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبقيت الأخبار المستفادة من التوراة والإنجيل أو أقوال الأقدمين موقوفة على أصحابها ممن دخلوا في الإسلام.
4- وقفنا على حديث واحد (لأبى هريرة) وكعب الأخبار موقوفا عليهما - رضي الله عنهما -، ولم ينسباه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن البرق هو اصطفاق البرد (تفسير الدر المنثور الرعد 13) أي اضطراب البرد، وقد جاء في لسان العرب (الريح تصفق الأشجار فتصطفق اصطفاق المزاهر إذا أجابت بعضها بعضاً، واصطفق القوم تقاربوا (النهاية في غريب الحديث338، ولسان العرب). وهذا المعنى أقرب ما يكون إلى صريح الآية (ألم تر أن الله يزجى سحاباً ثم يؤلف بينه). الرابطة بين البرق والبرد وإلى ما يعرفه العلم الحديث.
وسواء أكان الحديث من كلام (كعب) أخذه عن (أبى هريرة) رضي الله عنه أو العكس، فهذا المعنى غير مسبوق مما يؤكد أصله الإسلامي لوروده في الآية الكريمة.
السحاب الركامي في علم الأرصاد
أ- بداية التكوين
(ألم تر أن الله يزجى سحابا) السحاب الركامى يبدأ بأن تسوق الرياح قطعاً من السحب الصغيرة إلى مناطق تجميع يؤدى سوق قطع السحاب لزيادة كمية بخار الماء في مسارها - وخاصة أول منطقة التجمع - وهذا السوق ضروري لتطور السحب الركامية في مناطق التجمع كما في (شكل 2) ففي هذا الشكل نرى أن المناطق B، C، D تمثل مناطق تجمع ويستدل على ذلك من حركة الرياح التي تبين في الشكل بالأسهم، ويظهر منها تجميع للهواء في هذه المناطق، بينما المنطقة (A) تمثل منطقة تفرق، حيث نجد أن الهواء لا يتجه إليها.
ب- تطور السحب الركامية
1-التجميع (ثم يؤلف بينه) من المعلوم أن سرعة السحب تكون أبطأ من سرعة الرياح المسيرة لها، وكلما كبر حجم السحابة كانت سرعتها أبطأ، وذلك بسبب تأثير قوى الإعاقة (Drag-Force) كذلك تقل سرعة الرياح عامة كلما اتجهنا إلى مناطق التجمع كما في (شكل 2) وعلى ذلك يؤدى العاملان السابق ذكرهما إلى أن قطع السحب تقترب من بعضها، ثم تتلاحم، وبالتالي نلاحظ تكاثف السحب كلما اقتربنا من مناطق التجميع (شكل 3) وقد لخص أنش Anthes وآخرون العمليات السابقة في (شكل 4) حيث يظهر الشكل عمليات السوق والتجمع.
2-الركم (ثم يجعله ركاماً) إذا التحمت سحابتان أو أكثر فإن تيار الهواء الصاعد داخل السحابة يزداد بصفة عامة، ويؤدى ذلك إلى جلب مزيد من بخار الماء، من أسفل قاعدة السحابة، والذي بدوره يزيد من الطاقة الكامنة للتكثف والتي تعمل على زيادة سرعة التيار الهوائي الصاعد دافعاً بمكونات السحابة إلى ارتفاعات أعلي، وتكون هذه التيارات أقوى ما يمكن في وسط السحابة، وتقل على الأطراف مما يؤدى إلى ركم هذه المكونات على جانبي السحابة، فتظهر كالنافورة أو البركان الثائر، الذي تتراكم حممه على الجوانب وقد أثبتت الشواهد أن التحام السحب (Cloud - merger) يؤدى إلى زيادة كبيرة في الركم وبالتالي إلى زيادة سمك السحاب وأن تجمعاً من الدرجة الأولى(First - order merger) يؤدى إلى عشرة أضعاف المطر المنتظر وتجميعاً من الدرجة الثانية(Scond- order merger) يؤدى إلى مائة ضعف من كمية الأمطار المتوقعة بدون أي تجميع للسحب.
وإجمالاً فإن تجميع قطع السحب يؤدى إلى زيادة ركمه وبالتالي إلى زيادة سمكه التي تدل على قوة هذا السحاب من ناحية أمطاره ورعده وبرقه، بل نجد أن السحاب الذي نحن بصدده يسمى سحاباً ركامياً لأن عملية الركم في هذا النوع أساسية وتفرقة عن باقي أنواع السحاب، ومن المعلوم أن عملية سوق السحاب قد تستغرق بضع ساعات، بينما تستغرق عمليتا التجميع والركم أقل من ذلك (حوالي ساعة أو أقل).
ومن المعلوم أيضاً أن من السحب الركامية ما يسمى بالركامي الساخن (ذو سمك صغير نسبياً) وأقل درجة حرارة داخل هذا السحاب أعلى من درجة التجمد. وهو بذلك السمك الصغير نسبياً أقرب شبهاً بالتلال لا الجبال وحرارته لا تسمح بتكون البرد وهذا النوع تتكون الأمطار فيه من قطرات الماء فقط، وليس به رعد وبرق.
وهناك سحاب ركامي يصل إلى ارتفاعات شاهقة ويشتمل على قطرات ماء في القاعدة، وخليط من ماء شديد البرودة وحبات برد في الوسط، أما القمة فتسودها بللورات الثلج وهذا السحاب هو الذي تكون زخاته من الماء أو البرد أو كليهما ويحدث به برق ورعد وهو السحاب الركامى المزنى الذي يكون في شكل الجبال.
الظواهر الجوية المصاحبة الهطول (زخات من المطر أو البرد أو كليهما)
تتحرك السحب الركامية إلى ما شاء الله لها وعامل الركم والبناء مستمر طالما كانت تيارات الهواء الصاعدة قادرة على حمل مكونات السحاب من قطرات ماء أو حبات برد، وعندما تصبح الرياح الرأسية غير قادرة على حمل هذه المكونات تتوقف عملية الركم وتبدأ مكونات السحاب في الهبوط مباشرة إلى أسفل كمطر من ماء أو برد أو كليهما، وذلك حسب مكونات السحاب وتوزيع درجات الحرارة والرطوبة أسفل السحاب ويتكون البرد داخل السحاب بين درجتي حرارة أقل من الصفر وحتى (40ْ-م).
وفي هذه المنطقة تكون هناك قطرات من ماء شديد البرودة (أقل من الصفر المئوي) وذلك لعدم كفاية نويات التثلج وهذه القطرات غير مستقرة بمعنى أنها تتجمد فور اصطدامها بأي جسم آخر، وفي حالة وجود تيار هوائي شديد صاعد داخل السحاب الركامى المزني، ونتيجة اختلاف سرعات القطرات شديدة البردة تحدث تصادمات ينتج عنها تحول قطرات الماء شديدة البرودة إلى ثلج، يغطى حبات البرد، فتكبر وتستمر في الكبر حتى يثقل وزنها ولا يستطيع التيار الرأسي حملها فتهبط برداً وقد شوهدت حبات برد يصل حجمها إلى حجم البرتقالة وهذا يعنى أنه في مثل هذه الحالات التي تكون فيها حبات البرد كبيرة (شكل 5 ب) فإن هذه السحب تحمل في طياتها دماراً عاماً، خاصة الزراعة.
ومن المعلوم كذلك أن نزول المطر من قاعدة السحاب (شكل6أ) يكون على شكل زخات خلال جزء من قاعدة السحاب (شكل 6ب) في بداية الهطول حيث يسود في نـهاية حياة السحاب في نهاية الهطول ثم زخات من معظم قاعدة السحاب تيار هابط.
الرؤية العلمية الحديثة لتكون البرق بواسطة التفريغ الحاصل من اصطفاق البرد
أولاً: الظواهر المخبرية
أ- ظاهرة (وركمان رينولدذ) أكتشف (رينولدذ)و(وركمان) أن الماء أثناء تجمده مع محلول ملحي مائي يولد فرق جهد كهربائي خلال السطح الفاصل بين الثلج والسائل وينعدم بانتهاء التجمد واقترحا أن يكون هذا أساساً لتولد الشحن داخل السحب وبالتالي تولد البرق.
ب- ظاهرة (دينجر- جون) لاحظ (دينجر) و(جون) أن الثلج أثناء ذوبانه تتولد عنه شحنات كهربائية ومكن هذا (دريك) من اكتشاف أنه إذا ما علقت بلورة ثلجية في سلك وأرسل عليها تيار غازي معلوم السرعة والحرارة والرطوبة لإذابتها فإن الغاز عند نهاية مروره على البلورة لا يحمل شحناً إلا إذا بدأت البلورة في الذوبان وهناك دليل ميداني قد اكتشفه (تشالمنز) يؤكد أن التيار الكهربائي الجوى ينساب في اتجاه معاكس بالنسبة للمطر والثلج أثناء سقوطهما.
جـ- الظاهرة الديناميكية الحرارية للثلج إذا تلامست قطعتان من الثلج تختلفان في درجة الحرارة فإن قوة دافعة كهربائية تتولد بالتأثير الحراري وقد اكتشف (لاتهام ستو) بأن الشحن يمكن أن ينتقل من بلورة إلى أخرى بالتصادم وكذا إذا انزلقت قطعة ثلجية على أخرى مختلفة عنها في الحرارة، وأن وجود فقاقيع هوائية منحبسة في الثلج يؤثر في إشارة الشحن سلباً وإيجاباً.
د- التكهرب الناشئ عن تصادم أو تكسر بللورات الثلج أو تصادم الماء الشديد البرودة مع البرد اكتشف (بيرس وكنييه) أن تسليط تيار هوائي على قطعة ثلج تتطاير منه - أثناء تآكله - قطع وشظايا تحمل شحنات سالبة، بينما يحمل الهواء شحنات موجبة، لاحظ (لاتهام وماسون) بأن هناك تولداً للشحن أثناء تصادم وتجمد قطرات الماء الشديدة البرودة مع سطح ثلجي وأثناء تكون الضريب وهو (البرد - الجليد - الثلج - الصقيع)- كما في معاجم اللغة مما سبق يتبين أن الثلج أو البرد يولد شحنات كهربائية أثناء تحوله من حال إلى حال إما بالتصادم أو الملامسة أو الانكسار أي كلما طرأ عليه طارئ غير من شكله، أو حجمه، أو حرارته أو حالته.
ثانياُ الشواهد الميدانية
وجد (Kiehbid) وآخرون بأن مصدر الشحنات السالبة للتفريغات المتتالية من السحاب إلى الأرض يوجد على ارتفاعات محصورة ما بين سطحين متاخمين درجة حرارتهما (-15ْو25ْ) وتتطابق مع منطقة وجود أمطار أو ثلوج بين هذين المستويين (أنظر شكل رقم 7) ومن هنا يظهر أنه رغم اختلاف أنواع السحب الركامية جغرافياً أو فصلياً فإن حيز الحرارة الذي توجد بداخله مراكز الشحن السالبة ثابت لا يختلف. ويقرر (لاتهام) أن هذه المشاهدة متفقة تماماً مع الظواهر المخبرية وبالتالي فإن باستطاعة البرد أن يولد مجالاً كهربائياً انهيارياً في الفترة الزمنية المطلوبة مع أمطار معتدلة إذا وصل تركيز بلورات الثلج في منطقة الشحن إلى 10 بلورات في اللتر الواحد، وبما أن مركز الشحن يقع في الحيز المحصور ما بين (-15ْو 25ْ) فأنه من الواضح إن عدد نويات التجمد الطبيعية غير كاف لتوليد البلورات الثلجية بالتركيز المطلوب، ولا شك أن هناك عاملاً ثانوياً وإن لم نقف عليه بعد لازدياد عدد البلورات.
شكل 7 رسم توضيحي يبين مستويات وتوزيع وتفريغ الشحنات الكهربائية من السحاب الركامي في ظروف مناخية مختلفة.
الخلاصة وهكذا فإن الظواهر المخبرية والمشاهدات الميدانية قد أقامت الدليل على أن البرد قد يكون سبباً في تولد البرق وهذا ما قرره القرآن الكريم قبل 1400عام.
الطرح القرآني لعملية تكون السحاب الركامى:
المعاني اللغوية والتفسيرية فيما سبق تم إيضاح نشأة وتطور السحاب الركامى وكذا الظواهر الجوية المصاحبة لذلك، والآن نرجع إلى النص القرآني في وصف السحاب الركامى ومن المهم قبل ذلك أن نتعرف على معاني الألفاظ القرآنية لفهم النص كما جاء في معاجم اللغة وكتب التفاسير
1-ألم تر أن الله يزجى سحاباً إسلامي جاء في معجم مقاييس اللغة مادة (زجى) والريح تزجى السحاب تسوقه سوقاً رفيقاً، وبمثله قال ابن منظور في لسان العرب وقال الجوهري (زجيت الشيء تزجية إذا دفعته برفق) وهذا ما فهمه المفسرون من الآية، فقد قال ابن كثير يذكر - تعالى -أنه يسوق السحب بقدرته أول ما ينشئها وهي ضعيفة وهو الإزجاء، وقال أبو السعود (غلإز جاء سوق الشيء برفق وسهولة)، وقال أبو حيان (ومعنى يزجى يسوق قليلاً ويستعمل في سوق الثقيل برفق) وقال الشوكانى(الإزجاء السوق قليلاً المعنى انه يسوق السحاب سوقاً رفيقاً) وهذا الذي ذكره المفسرون هو نفسه الذي قرره علماء الأرصاد في الخطوة الأولى من تكوين السحاب الركامى كما بينا سابقاً تحت عنوان كيف يبدأ كون السحاب الركامى.
2- (ثم يؤلف بينه) يبين علماء اللغة أن التأليف هو الجمع مع الترتيب والملائمة، قال الأصفهاني في غريب القرآن (والإلف اجتماع مع التئام... والمؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة ورتب ترتيباً قدم فيه ما حقه أن يقدم وأخر فيه ما حقه أن يؤخر) وقال ابن فارس في المقاييس(الهمزة واللام والفاء أصل واحد يدل على انضمام الشيء إلى الشيء والأشياء الكثيرة أيضاً) ومن المفسرين قال القرطبي: (أي يجمعه عند انتشائه ليقوى ويتصل ويكثف) وقال الزمخشريSadومعنى تأليف الواحد أنه يكون قزعاً فيضم بعضه إلى بعض وجاز بينه وهو واحد لأن المعنى بين أجزائه) وقال ابن الجوزي (أي يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة والسحاب لفظه لفظ الواحد ومعناه الجمع). وقال الطبري: (وتأليف الله السحاب جمعه بين متفرقها) وهذا اللفظ الذي استعمل في كتاب الله للدلالة على المرحلة الثانية في نظام تكوين السحاب الركامى يندرج تحته هذا المعنى العلمي الذي شاهده علماء الأرصاد، ففي هذه المرحلة تتألف السحب المتعددة لتكون سحاباً واحداً وبلغ التأليف بين السحب أن أصبحت كياناً واحداً، ويحدث كذلك تأليف بين أجزاء السحاب الواحد، كما أشار إلى ذلك الزمخشري أخذاً من معنى اللفظ القرآني، ولكي تتم هذه الخطوة وهي الانتقال من مرحلة الإزجاء لقطع السحب إلى مرحلة التأليف يحتاج الأمر إلى وقت ولذلك نرى أن الحرف الذي استعمل في القرآن للدلالة على هذه العملية هو حرف العطف ثم الذي يدل على الترتيب مع التراخي في الزمن (ثم يؤلف بينه).
3- ثم يجعله ركاماً) الركم في اللغة (يأتي بمعنى إلقاء الشيء بعضه فوق بعض، كما قال ابن فارس وقال ابن منظور: الركم جمعك شيئاً فوق شئ حتى تجعله ركاماً مركوماً كركام الرمل والسحاب ونحو ذلك من الشيء المرتكم بعضه على بعض) وقال الأصفهاني (والركام ما يلقى بعضه على بعض) وقال الجوهري (ركم الشيء يركمه إذا جمعه وألقى بعضه على بعض) ومن المفسرين قال الطبري (يعنى متراكماً بعضه على بعض) وقال بن كثير (أي يركب بعضه بعضاً) وبمثلهما قال القرطبي، والزمخشري وأبو السعود وابن الجوزي والشوكاني والبيضاوي والخازن والنسفي. وهذه المرحلة الثالثة من مراحل تكوين السحاب الركامى المذكور في الآية الكريمة تقابل ما ذكرناه آنفاً تحت عنوان ركم السحاب. وبيناً فيه أن عامل ركم السحاب الذي يكون بالنمو الرأسي لنفس السحابة، هو العامل الرئيسي في هذه المرحلة، وأن الانتقال إليه من المرحلة السابقة يحتاج كذلك إلى زمن لذلك كان استعمال حرف العطف الدال على الترتيب مع التراخي في الزمن. وهو حرف العطف (ثم).
4- (فترى الودق يخرج من خلاله) الودق هو المطر عند جمهور المفسرين كما قال الشوكانى والقرطبي خلاله في هذا اللفظ قراءة أخرى، قال ابن الجوزي (وقرأ ابن مسعود وابن عباس وأبو العالية ومجاهد والضحاك من خلله). وبين المفسرون معنى من خلاله فقالوا من فتوقه ومخارجه وقال بهذا التفسير الزمخشري وأبو حيان والشوكانى والبيضاوي وأبو السعود والنسفي، وقال القرطبي: (وخلال جمع خلل مثل جبال وجبل وهي فرجه ومخارج القطر منه) وقال ابن كثير: (يخرج من خلاله أي من خلله كما هي القراءة الثانية. وهذا الذي أشارت إليه الآية الكريمة هو ما قرره علماء الأرصاد من مراحل لنزول المطر في السحاب الركامى، فهذه المرحلة تعقب المرحلة السابقة وهي مرحلة الركم وبعد أن يضعف الرفع في السحاب أو ينعدم وهو الذي كان يسبب الركم ينزل على الفور المطر وبضعف عملية الرفع إلى أعلى أو انعدامها تتكون مناطق ضعيفة في السحاب لا تقوى على حمل قطرات المطر إلى أعلى بسبب ثقلها فتخرج من مناطق الخلل أو الضعف في جسم السحابة.
5- (وينزل من السماء من جبال فيها من برد) قال أبو السعود (وينزل من السماء) من الغمام فإن كل ما علاك سماء (من جبال فيها) أي من قطع عظام تشبه الجبال في العظم، كائنة فيها (من برد) مفعول ينزل على أن (من) تبعيضية والأوليان لابتداء الغاية على أن الثانية بدل اشتمال من الأولى بإعادة الجار أي ينزل مبتدئاً من السماء من جبال فيها بعض برد وقال من السماء من جبال فيها بعض برد، وقال الشوكانى بمثل ما قال أبو السعود وقال البيضاوي بمثل ما قال أبو السعود أيضاً، إلا انه اعتبر (من) الثالثة بيانية فقال (من برد بيان للجبال والمفعول محذوف أي ينزل مبتدئاً من السماء من جبال فيها من برد برداً) وقال ابن الجوزيSadوينزل من السماء) مفعول الإنزال محذوف تقديره (وينزل من السماء من جبال فيها من برد) برداً، فاستغنى عن ذكر المفعول للدلالة عليه ومن الأولى لابتداء الغاية لأن ابتداء الإنزال من السماء والثانية للتبعيض لأن الذي ينزله الله بعض تلك الجبال والثالثة لتبيين الجنس لأن جنس تلك الجبال جنس البرد). وهذا الذي فهمه هؤلاء المفسرون الذين نقلنا أقوالهم في بيان تفسير الآية هو ما كشف عنه العلم فلابد أن يكون السحاب في شكل جبلي يسمح بتكوين الثلج في المناطق العليا منه ويسمح بتكوين الماء الشديد البرودة الذي سيتحول إلى مزرعة للبرد عندما يشاء الله في المنطقة الوسطى من السحابة وإن البرد يتكون عندما تمكث نواة ثلجية لفترة زمنية كافية وتحتوى على ماء شديد البرودة (ماء درجة حرارته تحت الصفر حتى درجة -40ْم) وتحت هذه الظروف المواتية فإن البرد ينمو بتعدد اصطدامه مع قطرات الماء الشديد البرودة والتي تتجمد بمجرد ملامسته فلابد أن يكون في تلك السحابة شئ من برد (فيها من برد) ويكون المعنى والله أعلم، وينزل من السماء برداً من جبال فيها شئ من برد والجبال هي السحب الركامية التي تشبه الجبال وفيها شئ من برد وهي تلك البذور الأولى للبرد.
6- (فيصيب به من يشاء ويصرفه عن ما يشاء) هذه الفقرة من الآية الكريمة تقرر أن نزول البرد مكاناً وزماناً مرهون بمشيئة الله - سبحانه وتعالى - ومع معرفتنا بأن الأمر متعلق بمشيئة الله التي لا نعلمها إلا إن الله قد جعل لكل شئ قدراً، فوقت نزول المطر بيده ونزول البرد بيده - سبحانه - ولكن ذلك كله يجرى وفق سنن محكمة.
7- (يكاد سناً برقه يذهب بالأبصار) يبين الله - تعالى -أن للبرد برقاً شديد اللمعان فالضمير في برقه يرجع إلى أقرب مذكور وهو البرد وسنا البرق شدة بريقه وضوئه يذهب بالأبصار أي خطفه إياها من شدة الإضاءة فنسب البرق إلى البرد في كتاب الله، وقد بينا فيما سبق أن البرد يقوم بتوزيع الشحنات الكهربائية في جسم السحابة أثناء صعوده وهبوطه ثم يقوم بالتوصيل بين الشحنات الكهربائية المختلفة فيحدث تفريغاً هائلاً.
وهكذا فإنك إذا تأملت في الآية ستراها ترتب مراحل تكوين السحاب الركامي خطوة خطوة مشيرة إلى التدرج الزمني، وتتجلى أوجه الإعجاز المتعددة في هذه الآية الكريمة إذا طرحنا بين أيدينا هذه التساؤلات - من أخبر محمداً بأن أول خطوة في تكوين السحاب الركامي تكون بدفع الهواء للسحاب قليلا قليلاً؟ يزجى سحابا!! وهذا أمر لم يعرفه العلماء إلا بعد دراسة حركة الهواء عند كل طور من أطوار نمو السحاب - ومن بين له أن الخطوة الثانية هي التأليف بين قطع السحب ثم يؤلف بينه ومن أخبره بهذا الترتيب؟ - ومن بين له أن ذلك يستغرق فترة زمنية حتى يعبر عنه بلفظ ثم. - ومن أخبره محمداً أن عامل الركم للسحاب الواحد هو العامل المؤثر بعد عملية التأليف؟ - ومن أخبره أن هذا الركم يكون لنفس السحاب، وأن ذلك الانتقال من حالة التأليف يستغرق بعض الوقت ثم يجعله ركاماً؟ هذه المسائل لا يعرفها إلا من درس أجزاء السحاب ورصد حركة تيارات الهواء بداخله فهل كان يملك الرسول الأجهزة والبالونات والطائرات!
وكذلك من الذي أخبر محمداً بأن عملية الركم (الناتجة عن عملية الرفع) إذا توقفت أعقبها نزول المطر مباشرة؟ وهو أمر لا يعرف إلا بدراسة ما يجرى داخل السحاب من تيارات وقطرات مائية وهذا لا يقدر عليه إلا من امتلك الأجهزة والقياسات التي يحقق بها ذلك، فهل كان لمحمد مثل هذه القدرة وتلك الأجهزة؟ ومن الذي أخبر محمداً أن في السحاب مناطق خلل وهي التي ينزل منها المطر؟ وهذا أمر لا يعرفه إلا من أحاط علماً بدقائق تركيب السحاب المسخر بين السماء والأرض، ويحركه الهواء داخل السحاب. - ومن أخبر محمداً بأن الشكل الجبلي وصف للسحاب الذي ينزل منه البرد؟ فهل أحصى الرسول كل أنواع السحاب حتى تبين له هذا الوصف الذي لابد منه لتكوين البرد؟ - ومن أنباه عن نويات البرد التي لابد منها في السحاب الركامى لكي يتكون البرد وينزل من السماء من جبال فيها من بردإن هذا السر لا يعرفه إلا من تمكن من مراقبة مراحل تكوين البرد داخل السحاب - ومن الذي أنباه بأن للبرد برقاً وأن البرد هو السبب في حصوله؟ وأنه يكون أشد أنواع البرق ضوءا؟ إن ذلك لا يعرفه إلا من درس الشحنات الكهربائية داخل السحاب واختلاف توزيعها ودور البرد في ذلك، ولشدة خفاء هذا الأمر فقد نسب المفسرون البرق إلى السحاب - وإن كان السحاب يشتمل على البرد في كلام المفسرين - ولم نجد من نسب هذا البرق إلى البرد، مع أنه المعنى الظاهر لقوله - تعالى -وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار. من أخبر محمداً بكل هذه الأسرار منذ أربعة عشر قرناً؟ وهو النبي الأمي في الأمة الأمية التي لم يكن يتوفر لديها شئ من الوسائل العلمية الحديثة. لا أحد إلا الله الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيراً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://riadussaleheen.yoo7.com
 
الإعجاز القرآني في وصف السحاب الركامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإعجاز التشريعي في القرآن
»  حكم تناول الإعجاز العلمي في القرآن والتكلف في ذلك
» فتاوى العلماء في الإعجاز العلمي في القرآن
» الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم د / زغلول النجار
» الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم ــ الدكتور / زغلول النجار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى رياض الصالحين :: منتدى القرآن الكريم-
انتقل الى: