الزنديق محمود محمد طه قتل بحد الشرع

الزنديق محمود محمد طه قتل بحد الشرع
الحمد لله الذي جعل الدين قواماً، ومحمداً للمرسلين إماماً، وحد الردة للإسلام سياجاً، وصلى الله وسلم، وبارك، وعظم على رسولنا القائل: "من بدَّل دينه فاقتلوه"، (البخاري).
والقائل: "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة"، (مسلم).
والقائل: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، (البخاري).
كلما جاء اليوم الذي أقيم فيه الحد على الصوفي، الباطني، الزنديق محمود محمد طه من كل عام، نجد الجمهوريين، والشيوعيين، والعلمانيين، والناعقين يمجدون هذا الزنديق، ويصفونه بالمفكر الإسلامي، ويزعمون أنه قتل قتلاً سياسياً، بل ويذهبون كذلك إلى أنَّ الحلاج أيضاً قتل قتلاً سياسياً.
ومعلوم من دين الله ضرورة، أنَّ الحلاج، ومحمود، وكل الزنادقة، إنَّما قتلوا بحد الشرع، بعد أن ثبتت زندقتهم، وشهدوا على أنفسهم، واعترفوا بأقوالهم، وأفعالهم، وعقائدهم الكفرية، فماذا بعد الحق إلاَّ الضلال؟!.
ذبُّ هؤلاء عن الزنادقة أمثال محمود ومن شاكلهم، ودفاعهم عنهم سببه أنهم على شاكلتهم، ومصرون وعازمون على البقاء على عقائدهم الكفرية، مصداقاً لقول الله عز وجل عن اخوانهم من هذا الصنف: "بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ"، (القيامة: 5-6).
فكفر، وردة، وزندقة (مذموم) محمد طه لا يختلف فيها شخصان، ولا ينتطح فيها عنزان عند أحد من أهل الإسلام.
يدل على ذلك ما يأتي: (يرجع إلى مصنفاته)
أولاً: زعمه في بداية ضلاله أنه هو المسيح المحمدي، ثم ادعى الرسالة، ثم ادعى الألوهية، حيث قال لأحد تلامذته مودعاً له: (لا إله إلاَّ أنا فاعبدوني).
ثانياً: مصنفه [الرسالة الثانية]، واعتقاده أنه هو رسولها، والمبلغ لها.
ثالثاً: إدعاؤه أن الصلاة قد رفعت عنه، ووصفه للصلاة التي شرعها لنا الله على لسان رسولنا أنها الصلاة ذات الحركات، أمَّا هو فإنه يصلي صلاة الأصالة، وأنه امتنع عن أدائها إلى آخر لحظة استتيب فيها، والصلاة لا تسقط عن أحد من الرجال البالغين إلاَّ إذا جُنَّ، قال تعالى على لسان عيسى ابن مريم: "وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا"، (مريم: 31).
وقال: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"، (الحجر: 99)، واليقين الموت.
ومعلوم من دين الله ضرورة، أن جاحد الصلاة كافر كفراً مخرج عن الملة، وأنه مرتد.
و (الردة: كفر المسلم بقول صريح، أو لفظ يقتضيه، أو فعل يتضمنه).
فردة (مذموم) محمد طه ثابتة، بالقول، والعمل، والاعتقاد.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية [مادة: ردة]: (لا خلاف في أن من ترك الصلاة جاحداً لها يكون مرتداً، وكذا الزكاة، والصوم، والحج؛ لأنها من المجمع عليه، المعلوم من الدين ضرورة).
رابعاً: زعمه أن الحج وثنية.
خامساً: إباحته للخلوة والإختلاط المحرمين، بين الرجال والنساء الأجانب.
هذه مجرد نماذج لكفره وزندقته، وكل واحدة منها كافية للحكم عليه بالردة والزندقة.
فجزى الله الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري على إقامته حد الردة على هذا الزنديق، وتطهير السودان منه، وإراحة العباد والبلاد من شره وضلاله.
إن لم يكن ما جاء به مذموم محمد طه كفر، فليس في الدنيا كفر، ومما تجدر الإشارة إليه، ويجب التنويه عليه، أن من نواقض الإسلام المجمع عليها عند أهل العلم، أن من لم يكفِّر الكفار، كاليهود، والنصارى، والشيوعيين، والجمهوريين، ومن شابههم، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، فقد كفر، ليهلك من هلك عن بينة، ويحي من حيّ عن بينة.
والله عز وجل لا يضره كفر كافر، ولا ينقص من ملكه شيئاً، كما لا يزيده ولا ينفعه إيمان مؤمن: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ"، (فاطر: 15).
صح عنه كما خرج مسلم في صحيحه: (يا عبادي لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك من ملكي شيئاً، إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلاَّ نفسه)، أو كما قال.
ونقول للمتقولين على الله بغير علم، أن مذموم من الخالدين، ولكن في سواء الجحيم، وأنه وصل ولكنه إلى سقر.
فعليكم أن تتوبوا من مدحكم وتبجيلكم لمذموم، قبل أن تبلغ الروح الحلقوم، ويُحَال بينكم وبين ما تشتهون.
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
والحمد لله الذي ختم الرسل الكرام، بمحمد بن عبد الله، وعلى آله، وصحبه، وأزواجه، ومن تبعهم من الأنام.

وكتبه
الأمين الحاج محمد
رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان
رئيس رابطة علماء المسلمين
ليلة النصف من صفر الخير 1432هـ