المحجبات المتبرجات

المحجبات المتبرجات ـ للشيخ أحمد القطان
الحمد لله الذي خلقنا من عدم وأسبغ علينا وافر النعم ، كبرنا من صغر، وأطعمنا من جوع ، وسقانا من ظمأ ، وكسانا من عري ، وعلمنا من جهالة ، وهدانا من ضلالة ، وشفانا من مرض ، وكثرنا من قلة ، وأعزنا من ذلة ، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، وعلمنا قراءة القرآن وكثر عندنا الأحباب والإخوان ، لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه سبحانه ، وأصلي وأسلم على قرة عيني وحبيبي وقدوتي ومعلمي أبى القاسم محمد بن عبد الله ، وارضى اللهم عن خلفائه الراشدين وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وأسألك الله أن تنصر جندك المجاهدين ، وتفك أسرى المأسورين وسجن المسجونين من إخواننا الدعاة المسلمين ، اللهم اكشف غمهم ، وادفع همهم ، واحقن دمائهم ، وصن أعراضهم ، واحفظ أموالهم وعقولهم ودينهم ، وارزقنا وإياهم حلاوة الإيمان، وأرنا نوراليقين وبرد الرضا ، وصلاح العمل ، وصدق النية وبر الصدق ، وبركة الدعاء والدعوة ، وأسألك اللهم أن تثبت إخواني الغرباء المنفيين عن أوطانهم البعيدين عن أهليهم وأولادهم وزوجاتهم الذين يحاربون في دينهم ، القابضين على الدين ، القابضين على الجمر، يحمل أحدهم رأسه فوق كفه ويسير إلى الله لا يركع ولا يخضع إلا لله ، وأسألك اللهم أن تكرم الشهداء من أمة محمد وأن تجمع أرواحنا وأرواحهم في حواصل طير خضر في جنات نعيم، وأسألك اللهم أن ترنا في اليهود وأعوانهم ، والنصارى والصليبيين وأنصارهم ، والشيوعيين وأشياعهم ، ويهود العرب يوماً أسوداً ، اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تبقي منهم أحداً ، وأسألك اللهم أن تحرر الأقصى وفلسطين وأن ترزقنا فيه صلاة مباركة تحت راية الإيمان والإسلام والقرآن ، وأن ترد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلاً ، اللهم أيما عبد أو أمة من أمة محمد على حق فثبته عليه ، ومن كان منهم على باطل وهو يظن أنه حق فرده إلى الحق رداً جميلاً ، اللهم علمنا كيف نعفو وكيف نغفر وكيف نسامح ، فسامحنا واعف عنا فأنت أجود وأكرم يا رب العالمين .. عباد الله أوصيكم ونفسي الضعيفة المقصرة بتقوى الله فتقوى الله هي العاصم من القواصم يقول تعالى فى سورة [ الطلاق 2 : 3 ] { وَمَن يَتّقِ الّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنّ اللّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلّ شَيْءٍ قَدْراً }‏ . صدق الله العظيم
أحبتي في الله إني أحبكم في الله ، لقد ظهر علينا في هذه الأيام ما يُسمى بالحجاب المتبرج ، اسمه حجاب وواقعه التبرج ، بل أن فتنته أشد من فتنة الكاشفات العاريات ، فمن علامة إحداهن إذا ما تحجبت خفت الحواجب أى تنزع الشعر نزعا وتضع مكانهن خطا أسوداً في اتجاه فاتن كعيون الشياطين ، وتلقى المنديل على رأسها إلقاءً هكذا مستهزئةً بالله ورسوله وبالمؤمنين ، فيخرج شعرها فوق جبينها ، ويخرج عنقها لأنها لا تلفه ولا تستره ، وتخرج أذناها فيها الأقراط الذهبية والألماسية فتكون فتنتها أشد من فتنة المتبرجة ، ناهيك عن المكياج وكحل العيون ، وتلوين الجفون ، وصبغ الشفاه ، وتوريد الخدود ، والنظرات والحركات والابتسامات ، فإذا قلت لها: يا امرأة اتقي الله ولا تخضعي بابتساماتك وحركاتك ، لابتسمت من جديد وقالت: أما سمعت الحديث الشريف يقول (( ابتسامتك في وجه أخيك صدقة )) وإذا قلت لها: يا أمة الله اتقي الله فلا تخضعي في القول ، قالت بكل بساطة: أما سمعت الحديث يقول : (( لأن تلقى أخاك بوجه طليق لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسطة الوجه وحسن الخلق )) فأصبحت فقيهة ولكن بالحجاب المتبرج ، وهكذا يوحي الشيطان إلى أوليائه ويؤزهم إلى الخطيئة أزاً فيصبحن يتابعن الموديلات والأزياء القادمة من أسبانيا وإيطاليا وفرنسا وأوروبا وأمريكا ، وأصبح أرباب الأزياء يتفننون في استخراج الأثواب والأشكال والألوان والزخارف حتى تحولت بعض المتحجبات إلى لعبة أشبه ما تكون براقصة على مسرح ، تلبس حجاباً على رأسها مزخرفاً بخيوط ذهبية وأهداب سوداء مخملية ، ثم بعد ذلك تجعل سدة من الورد البنفسجي على إحدى جوانبه ، وتلبس فستاناً إما أنه يشف أو أنه يصف وكلاهما حرام شرعاً ، ثم تضع الحزام في خصرها فيضغط عليه ليبرز مفاتن الجسد في أسفله وأعلاه، ثم بعد ذلك تضيق الفستان في أسفله حتى تسير كما تسير الحمامة ، ثم تلبس كعباً عالياً فينطبق عليها الحديث ( مائلات مميلات ) مائلة في مشيها إلى الأمام وتنحني رافعة صدرها مائلة لغيرها ، والله ما مرت إحداهن على شاب عفيف أو غير عفيف إلا واستدار رغم أنفه ينظر إليها ، مائلة مميلة لغيرها كما أخبر الحديث الشريف ، وهؤلاء يقول عنهن الحديث (( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها )) .
وهذا الحجاب المتبرج أصبحت له مجلات ومعارض وكتالوجات تعُرض فيها الألوان والأزياء والمحلات ، وأصبحت هناك تماثيل موجودة لنساء كاملات يلبسن مثل هذا الحجاب المتبرج في المجمعات .. أحبتي في الله هذه صورة من صور الاستهزاء بدين الله يقول تعالى في سورة [ البقرة 8 : 10 ] { وَمِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الاَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ، يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ ، فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون َ}‏ صدق الله العظيم
إذا ركبت السيارة وأوقفتها الإشارة أخذت لا يقر لها قرار حتى تستولي على قلوب جميع الواقفين ، فهي تلتفت يميناً وتلتفت شمالاً وتوزع الابتسامات ورفرفات الحواجب ، ثم بعد ذلك تركز على المرآة فتسحر عيناها الذي يقف خلفها فهو ينظر وهي تنظر وينكسر قلبه وتنكسر عينه ويستحيي من الله وهي لا تستحيي من الله ولا من الناس ، ثم إذا نزلت إلى السوق أو إلى الجمعية لقضاء حاجتها -وما هي بحاجة- فإن الرجال يقومون بسد حاجات البيوت ولا تخرج المرأة من بيتها و تقر فيه إلا لضرورة أو حاجة ؛ إما إلى طلب علم ضروري لا تحصله إلا في المسجد ، أو في مجال عمل النساء كالتدريس والتمريض والتطبيب وغيرها في مكان لا يكون فيه الاختلاط ، إن الاختلاط في الوظائف مكان فيه رجال أجانب وإن لبست الحجاب الشرعي وليس الحجاب المتبرج ! فإن الشرعي عليها في مثل هذا الاختلاط يكون تبرجاً، ووجودها في غرفة واحدة على مكتب يحاصرها رجال من هذا كلمة صباح الخير يا عسل وهذا صباح الخير يا وردة هذا هو الحجاب المتبرج وإن غطت وجهها ، وتعالى واجلس مع زملاء العمل واسمع اسمع المغامرات ، والقصص والحكايات ، والمواعيد واللقاءات ، والهمهمات والابتسامات والرموز ، فما هذا يا امرأة !؟ زميلك في العمل هل هو أبوك أو أخوك أو زوجك ؟ هل نزل القرآن الذي أباح أن تكشف المرأة لمحارمها من الآباء والأبناء والأزواج والإخوان هل قال القرآن وزملائهن في أعمالهن ؟ ؟ ألا تركب المصعد في عمارة في مستشفى في مؤسسة وتلتقي مع الزميل والزميلة والمصعد محشور بما فيه من الناس ؟ ولكن الذي لا يستحيي من الله لا يستحيي من الناس ، وآخر ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى (( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت )) تبدأ السوالف معه والقهقهات والضحك ، ما رأيناك، ما سمعناك ، ما حضرت الحفلة ، مارأيت بدلتي أو ما شفت فستاني ، ولا كأنها معها أناس لهم حياء ولهم دين ولهم خلق ، لا تبالي ، تحولت الرذائل إلى فضاءل بحكم العادة والمألوف، فالإنسان ينشأ في بيئته ؛ من ماشى المصلين صلى ، ومن ماشى المغنين غنى ، هذا أمر معروف ، هى تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً إلى الواحدة ظهراً وقد يكون لها عمل آخر من بعد العصر إلى الثامنة أو التاسعة مساء ، تلتقي بالأجانب أكثر مما تلتقي بالأولاد والمحارم والزوج ، ثم ماذا تنتظر منها بعد ذلك ؟ أن تكون صحابية ! أن تكون ابنة سعيد بن المسيب -رضي الله عنه- يوم أن كتب إليه عبد الملك يطلب ابنته لولي عهده فزوجها إلى أول تلميذ أمامه ولم يكن عنده ساعتها ما يدفع به مهرها، فلما جن المساء وهو صائم جاء سعيد وابنته خلفه قد غطى جلبابها كل جسدها ودفعها إليه ، فذهب ابن جدعان ينادي في الناس تزوجت تزوجت مشهراً زواجه ، ثم بعد ذلك أراد أن يخرج إلى درس العالم ابن المسيب فماذا قالت له ابنته ؟ إذا عدت من فرض الصلاة فتعالى إلى فإن درس أبي عندي ، فكانت تحفظ فقه أبيها ودرس أبيها ، ومكث عندها الأيام الشرعية المحددة للبكر ثم بعد ذلك وجدها عالمة فقيهة . فهل كل من وضعت قطعة القماش الأصفر أو الأبيض أو الأحمر على الرأس هي بفقه هذه وعلمها ؟ حتى تأخذ التحصين من هؤلاء الذئاب الذين ينتشرون في الطرقات كالضباع يبحثون ويتصيدون ، في قلب كل واحد منهم ميكروب الرذيلة والزنا والفاحشة ، يظن كل امرأة تقف على الرصيف أو سيارتها معطلة أو تنظر إليه بالمرآة أو تتقدم أو تتأخر بأي حركات يظن أنها تهواه وتعشقه وتريد منه أن يعاشرها أو يصاحبها ، مصيبة عمت وطغت ، وكثرت المشاكل الزوجية فما يمر على أسبوع إلا ويأتي زوج يشكو خيانة زوجته ، وبعض الأزواج بدأ يضع جهاز تسجيل في أماكن سرية في غرف النوم لكثرة الريب والشك ، وما جاءنا هذا البلاء إلا من هذا الحجاب المتبرج ، وأصبحت الفتاة أو بعض الفتيات يخدعن الآباء والأمهات فما أن تضع هذه الخرقة على الرأس إلا ويعطوها كامل الثقة ، تخرج وتسهر وتغيب وتسافر وتأتي وإذا سألتهم يا عباد الله اتقوا الله واحفظوا أعراضكم ؟ قالوا: البنت متحجبة ، متحجبة!! مكالمات تأتيني من البحرين يا شيخ الكويت كفوا بناتكم عنا ، كنتم تقولون إن بنات البحرين يتسببون في عملية التبرج ، فالآن من مساء الأربعاء ثم الخميس ثم إلى مساء الجمعة تمتلئ فنادق البحرين بالفتيات يضربون المواعيد ، قيس وليلى ، يُتفق هنا ويُنفذون هناك ، مسئولية من ؟ ؟ مسئولية الوالد والوالدة فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، أين ابنتك يا أخا الإسلام؟ قال: مسافرة ، أين ؟ قال: البحرين ، عند من ؟ قال: عند صديقتها الطالبة دعتها في البيت ، لماذا تتركها تسافر وحدها هكذا ؟
ومأساة ما بعدها مأساة عندما يأتيني إنسان يحكي لي عن جاره ، وقفت امرأته بسيارتها المتعطلة في الطريق السريع فجاءتها امرأتان في سيارة متحجبتان بالحجاب المتبرج وعرضا عليها المساعدة وقالا لها: تعالي نحن نوصلك إلى البيت ، وما أن ركبت معهما حتى انطلقتا إلى المزرعة فلما دخلتا أخذتا يقنعانها بالزنى والفاحشة ويهونانها ؛ لا يدري أحد ولا يعلم أحد لا تخافي هذا أمر سهل هذا أمر هين ، والمرأة أصيبت بصدمة لأنها شريفة عفيفة ، وخرج الذئب البشري ينظر فلما رآها عرفها إنها امرأة جاره فتلثم وقال: أعيدوها حيث أخذتموها ، وأُصيبت المرأة بصدمة ووُضعت في العلاج النفسي ، وما أدري هل انتهت حياتها بطلاق أم لم تنتهي ، ولكن أصبح الحجاب المتبرج مصدر خطر على أعراضنا ولا حول ولا قوة إلا بالله عندما تذهب المرأة لكي تكون مرافقة في المستشفى مع طفلة مريضة أو أمها أو أختها فلا يأمن الوالد أو الزوج من أن يأتي هنا ذئاب بشرية ، صحيح إن المرأة العفيفة الشريفة الملتزمة لا يجرأ أحد أن يقدم عليها إلا إذا بدا منها ما يشجع الذئب البشري ولكن علينا أن نأخذ الحيطة والحذر وأن نكون شديد المراقبة والملاحظة إلى هذه الأمور ، المرأة عندما تكون في غرفة خاصة مرافقة في المستشفى عليك أن توصيها: يا امرأتي هذا ليس من الشك أو الريب إنما هو ثقة بك وحباً لك وحفاظاً على دينك فاحذري قد يكون أحد الزوار من الذئب البشري ، قد يكون أحد الموظفين من الذئب البشري . وهذا معروف ففى يوم من الأيام كنت في إحدى المستشفيات وفتاتان جالستان في البلكونة مرافقتان لمريض -وتظن هذه المرأة أنها إذا أخذت غرفة خاصة في مستشفى يعني هي في بيتها- ولكن لا فقد قال -صلى الله عليه وسلم- : (( أيما امرأة نزعت حجابها وثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ما بينها وبين الله من ستر )) ما يجوز وهذه جالسة في البلكونة وتنثر الشعر ، ومريض في الطابق العلوي نظر هكذا وإذ رآها بهذه المنظر نزل فوراً ودخل جناح النساء وهو يحمل مجلات وجرائد في غير وقت الزيارة واشتكت النساء ، إذن يجب أن تُشدد المراقبة على هذه المؤسسات العامة حتى إذا ما وضع الإنسان عرضه فيها أصبح مطمئناً لا يزعزعه مزعزع ، وعلى رجال الأمن الخاص داخل هذه المستشفيات أن يشددوا الحراسة على أنفسهم وعلى غيرهم وعلى بعضهم البعض ، أنا والله لا آمن بعد أن اُختطفت بنت في السادسة عشر من بعض رجال الأمن وهتك عرضها ونشر هذا في الجرائد ، لا آمن على أعراض المسلمين إلا الشرفاء وأن تكون هناك شروط لدخول رجل الأمن في وظيفته ؛ أن لا يكون فاشل في دراسته ، وأن لا يكون تارك للصلاة ، أن لا يعرف عنه فجوره ، لا أن يكون هذا العمل حاوياً وحاضناً لكل فاشل في حياته إلا من رحم الله .
الحجاب المتبرج من الويلات ولا يحل أيضا لدولة من الدول علماءها من أهل الحل والعقد يتبنون حكماً لمذهب الإمام أحمد -رحمة الله عليه- والإمام أحمد يرى أن كل المرأة عورة ؛ وجهها، وكفها، ويديها، ورجليها، وصوتها، لا يحل لهم بعد أن أجمع العلماء عندهم أن هذا هو الحجاب الشرعي أن يأتي فتيات ذلك البلد فيقولون قال العالم الفلاني في الكتاب الفلاني أو في البلد الفلاني أو في الشريط الفلاني أن كشف وجه المرأة ليس من العورة ، إنما على المسلمين أن يلتزموا جماعة العلماء في بلدهم ولا يفارقونهم في فتواهم ، لأنهم هم أعلم حسب دراسة الأدلة واستخلاص الحكم .
أحبتي في الله نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بناتنا ونسائنا وأزواجنا ، وأن يحفظ أعراضنا وأن يقينا فتنة التبرج هو ولي ذلك والقادر عليه ، اللهم اجعل هذا البلد آمنا وارزقه من الثمرات وسائر بلاد المسلمين ، اللهم من أراد بنا وبأعراضنا وبناتنا وديننا سوءً فاشغله بنفسه، ومن كادنا فكده واجعل تدميره في تدبيره ، اللهم احفظنا واستر عوراتنا ، وآمن روعاتنا واغفر زلاتنا ، اللهم استرنا فوق الأرض واسترنا تحت الأرض واسترنا يوم العرض، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، أقول قولي هذا وأدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة.

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، البشير النذير السراج المنير ، اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره ، وأردنا حوضه واسقنا من يده الشريفة شربة باردة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، اللهم استرنا يوم العورة ، وثبتنا يوم الجزع ، وصبرنا يوم الفزع ، وأطعمنا يوم الجوع واسقنا يوم الظمأ ، وآمنا يوم الخوف برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم إنا نعوذ بك من هذه الحروب ومن شرورها ، ونستغفرك من الذنوب التي بسببها سلطت علينا ذلك ، اللهم إنا نشكرك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق ، اللهم إنا نعوذ بك من حياة الفرحين الطاغين ، ونسألك حياة المخبتين الخائفين الوجلين ، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا وتستعملنا فيما يرضيك ، ولا تشغلنا فيما يبعدنا عنك ، واقذف في قلوبنا رجاك ، واقطع رجائنا عمن سواك حتى لا نرجو أحدا غيرك ..
أحبتي في الله وبمناسبة الاحتفالات القادمة أريد أن أُذكر الآباء والأمهات بفتوى وزارة الأوقاف عام 81 بخصوص رقص البنات :
" بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد فتوى رقم 74 عام 81 فبناء على طلب وكيل الوزارة عُرض على لجنة الفتوى في جلستها الطارئة المنعقدة في يوم الثلاثاء 21 من شعبان 1401هـ الموافق 23/6/81 م الكتاب المقدم من مجلس الأمة والمتضمن السؤال الموجه من النائب صالح الفضالة لوزير الأوقاف والشئون الإسلامية الآتي : أرجو إعطائي فتوى رسمية بخصوص ما يجرى في الاحتفال بالعيد الوطني من الاستعراض الراقص للفتيات علما بأن أعمار الفتيات تتراوح ما بين السادسة عشر والثامنة عشر سنة وهل هذا جائز شرعا أمام مرأى من المدعوين ؟ وبعد عرض الموضوع على اللجنة لإبداء رأيها رأت ما يلي: إن ما ورد في سؤال النائب فإنما يشاهد من رقص الفتيات على الطبيعة وعلى الصورة التي تُعرض في وسائل الإعلام المختلفة تعتبر محرمة شرعياً ، فإن هذه الحركات بطبيعتها مثيرة للغرائز ومُوجبة لكشف ما أمر الله بستره ، ولهذه المناسبة تقرر لجنة الفتوى أن حرمة الرقص على هذه الصورة التي أوردها السائل ليس قاصرة على من بلغن سن السادسة عشرة بل يبدأ التحريم من سن السابعة على رأي جمهور الفقهاء وسن التاسعة بإجماع العلماء ، ولا بأس من رقص النساء في مجمع لا يحضره الرجال ولا يطلعون عليه بأي وسيلة من الوسائل ، على أن لا يكون رقصاً ماجناً وأن لا ينكشف من المرأة ما لا يحل للمرأة أن تنظر إليه ، هذا وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
مقرر لجنة الفتوى: مشعل مبارك الصباح "
هذه فتوى الأوقاف والفتوى إذا صدرت لا تُحرف ولا تُبدل ، فهي صالحة لكل زمان ولكل مكان في الموضوع الذي سئل فيه والله أعلم ، فاللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ، ولا هماً إلا فرجته ، ولا ديناً إلا قضيته ، ولا مريضاً إلا شفيته ، ولا ميتاً إلا رحمته ، ولا ضالاً إلا هديته ، ولا تائباً إلا قبلته ، ولا عسيراً إلا يسرته ، ولا سوءً إلا صرفته ، ولا عيباً إلا سترته وأصلحته ، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاءً من كل داء ، اللهم من أراد بنا سوءً فاشغله بنفسه واجعلنا في ضمانك وأمانك وبرك وإحسانك ، احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يُضام ، وارحمنا بقدرتك علينا ولا تهلكنا وأنت رجاءنا يا أرحم الراحمين ، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا ، واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا برحمتك يا أرحم الراحمين ، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ..
أحبتي في الله إن هذه الخطبة ليست هي الخطبة الأم إنما هي تمهيد حول موضوع الحجاب الشرعي إن شاء الله ، ثم ستكون الخطبة الأصلية في هذا الموضوع في مقام قادم إن شاء الله أبين فيها جميع الأدلة عند جميع المذاهب ، ثم أرجح بعد ذلك حسب الدليل الشرعي من كتاب الله وسنة رسوله فلتنتظر هذه الخطبة إن أحياني الله وأبقاني ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم الله لعلكم تذكرون اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.